محاضرة لاحدى الاخوات
بعنوان ..كلمه ضيعت صاحبها
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.واسال الله ان يوفقنا واياكم الى العلم
النافع والعمل الصالح،وان يحفظنا واياكم من كل سوء,انه سبحانه ولي ذالك والقادر عليه.
فهذا الرجل الذي تكلم بكلمه ضيعت عليه دنياه واخرته.احببت اقف بعض الوقفات حول هذه القصه،اسأل الله ان ينفعنا واياكم بما نقول ونسمع،،
الوقفه الاولى:ان من اعظم الذنوب التي تحبط االعباد(القول على الله بغير علم)
قال تعالى<قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)
فالقول على الله تعالى بغير علم هو من اعظم مايضيع على الانسان جهده في العباده،
فالواجب على الانسان لايتكلم على الله تبارك وتعالى الا بعلم وبصيره.فقد كان السلف رحمهم الله يحرصون اشد الحرص على انهم لايتكلمون في فتوى ولافي امر عن الله تعالى الا بعلم،لان الفتوى قول على سبحانه وتعالى ،واذا تكلم الشخص اوافتى بغير علم فهذا يفضي الى ان يحبط عمله،نسال الله العافيه>>
نقل ابن كثير في تفسيره لجزء عمى في سورة عبس بالتحديد ان رجلا جاء الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه فساله عن اية في كلام الله ان الله جل وعلى يقول (وفاكهة وابا) قال ماهو الاب ياخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟يسأل ابي بكر عن معنى اية في سورة عبس،فقال ابي بكررضي الله عنه لاادري!فتعجب ذالك الرجل،
فقال انت امير المؤمنين ولا تدري!فقال ابي بكر رضي الله عنه(اي سماء تظلني واي ارض تقلني-اي تحملني-اذا تكلمت في دين الله بما لااعرف)فلاحظو ان ابي بكر الصديق يستعظم من ان يتكلم او يبين له معنى اية في كتاب الله ولايعرفها(اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا تكلمت في دين الله بما لااعرف).نقل ابن كثير في كتاب اعلام الموقعين>
ان رجلا اعرابيا جاء الى عبدالله ابن عمر بن الخطاب يسأله عن مسأله من مسائل المواريث فسأله هل ترث العمه؟فقال عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما:لا ادري!فقال الاعربي اذا انت لم تدري فمن يدري؟ثم أدبر،فقام عمر وقبل يده فقال نعم الرجل عبدالله ،سأل عما لايدري فقال لاأدري,هذا هو عين الحق هذا هو عين العدل اني اسأل عن امر لااعلمه وابين اني لااعلمه،
على الانسان دائما ان يضع خطا احمرا وان لايتكلم في دين الله الا عن علم وبصيره.
اليوم للاسف المجالس في الحلال والحرام والجائز وعدم الجائز اصبحو يطلقون السنتهم ويتكلمون بكل اريحيه ولايعلمون انهم يتكلمون في هذا عن حكم الله الذي امر العباد به،لذالك ابن القيم الف رساله
اعلام الموقعين عن رب العالمين، الفتوى فيه توقيع عن الله تبارك وتعالى،وذالك الرجل الذي قال بغير علم انكر الله تعالى عليه،قال:اكنت بي عالما او لما في يدي قادرا فأحبط الله عمله وجعل جزاءه النار اجارنا الله واياكم منها .
الوقفه والفائده الثانيه:لايعلم بما سيختم له،
هذا رجل مجتهد في العباده يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
ومع ذالك لم يهدى ولم يوفق الى ان يكون من اهل الجنه!.وهذا فيه دليل واضح على ان الانسان لا يعلم بما سيختم له,كما جاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال(انما الأعمال بالخواتيم).
الانسان اذا راى احد الفساق يسأل الله له الهدايه ويسأل لنفسه المعافاه من البلاء الذي وقع فيه غيره.
ولكن لابد ان يعلم ان هذا الفاسق قد يكون في يوم من الايام ولي من اولياءه،وقد تجد انسان خطيب جمعه وداعيه الى الله ثم ينقلب نسأل الله العافيه.لذالك قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم(اللهم اني اعوذ بك من الحور بعد الكور).يتعوذ بالله عندما يكون الانسان قوي في طاعةالله ثم بعد ذالك ينتكس،وينتقل حاله اسوء مماكان عليه
الانسان لايعلم بما سيختم له،،والعبرة في ذالك بالخواتيم,فعلينا ان نبذل الاسباب التي تثبتنا على دين الله تعالى،،فالله تبارك وتعالى قال((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)).فالله سبحانه وتعالى بيده الثبات،لكن من عمل بأسباب الثبات ثبته الله تعالىلا
اسأل الله ان يثبتنا واياكم في الدنيا والاخره.
الفائده الثالثه:خطورة الكلمه
كم من كلمة تسرع بها الانسان ولم يتدبرها في قلبه فكانت سبب في هلاكه في الدنيا والاخره فعلق ابوهريرة رضي الله عنه على هذه القصه فقال(والله لقد تكلم بكلمه ضيعت او اوبقت عليه في الدنيا والاخره)
فدائما علينا ان نتفحص ونتدبر الكلمة بقلوبنا
قبل خروجها على السنتنا ،
كما قيل ماهو لفرق بين لسان المؤمن ولسان الكافر؟
قالو ان لسان المؤمن وراء قلبه فإذا اراد ان يتكلم بكلمه تدبرها بقلبه
،فإن كانت حسنه امضاها على لسانه.
اما لسان المنافق امام قلبه كلما تخطر على باله كلمه امضاها على لسانه دون ان يتمحص خطورة هذه الكلمه من عدمها.
وقد بين صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم(ان العبد ليتكلم بكلمةمن رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجه،وان العبد ليتكلم بكلمةمن سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا)فدائما الانسان يمسك لسانه ليكو ن ثقيلا،ثقيلا عن الكلمات التي قد يتوهم فيها الانسان>
قد تكون وبالا عليه وقد تكون خيرا له.
فالانسان يتدبر الكلمه قبل ان يخرجها على لسانه.
اسأل الله ان يحفضنا وايأكم من كل سوء,هذا والله اعلم.
وصلى الله وسلم على نبينامحمد عليه الصلاةوالسلام.